الخميس، 14 يونيو 2018

فشل المبيض المبكر و الحقن المجهري

فشل المبيض المبكر premature ovarian failure أو قصور المبيض هي حالة تصيب السيدات قبل سن اليأس و تحديدا قبل بلوغ سن 40 عام و فيها يفشل المبيض في افراز كمية مناسبة من هرمون الاستروجين مما يسبب عدم اطلاق البويضات الناضجة بانتظام أو نضوب البويضات و بالتالي تأخر الانجاب أو العقم.
و يختلف فشل المبيض المبكر عن حالة انقطاع الطمث أو سن اليأس المعتادة, الا انهما يتشابهان كثيرا في الأعراض. فمثلا انقطاع الدورة الشهرية هو عرض مشترك بين الحالتين و لكن يمكن أن يكون مؤقتا في حالة فشل المبيض المبكر و من الممكن أيضا حدوث الحمل في حالة فشل المبيض المبكر و هو ما يستحيل في حالة انقطاع الطمث أو سن اليأس.
و تعاني السيدات المصابات بفشل المبيض المبكر أو قصور المبيض من نفس أعراض انقطاع الطمث أو سن اليأس مثل: انقطاع الدورة الشهرية, و جفاف المهبل و التعرق الليلي و نوبات الاهتياج و عدم التركيز مع انخفاض الرغبة الجنسية.

فشل المبيض المبكر و الحقن المجهري


و تنشأ الاصابة بفشل المبيض المبكر أو قصور المبيض بسبب حدوث اختلالات أو عيوب تؤدي الي نضوب البويضات غير الناضجة, و ذلك بسبب وجود عيوب بالكروموسومات مثل متلازمة تيرنر و فيها يكون للمرأة كروموسوم واحد X بدلا من اثنين أو غيرها من الاختلالات الوراثية التي تؤدي الي استنزاف البويضات و نضوبها. كما أن التعرض للعلاج الكيميائي أو الاشعاعي يمكن أن يؤدي الي فشل المبيض المبكر بسبب تدمير انسجة المبيض. و أيضا يمكن لجهاز المناعة أن يهاجم انسجة المبيض مسببا تلفها بسبب الاصابة بعدوي فيروسية مما يؤدي الي فشل المبيض المبكر.
و كلها حالات تؤدي الي نفس النتيجة من تأخر الانجاب و العقم بخلاف غيرها من المضاعفات المرتبطة بقلة هرمون الاستروجين كهشاشة العظام و التوتر و الأرق.

هل يمكن اجراء الحقن المجهري مع حالات فشل المبيض المبكر أو قصور المبيض؟

السؤال الذي يطرح نفسه في مثل هذه الحالات هو: هل يمكن اجراء الحقن المجهري كعلاج للعقم الناتج عن فشل المبيض المبكر أو قصور المبيض؟
و هو سؤال تم طرحه علي كثير من المراكز البحثية والجامعات و مراكز الخصوبة في جميع أنحاء العالم, و كانت النتائج مبهرة الي حد ما: نعم يمكن ان يتم اجراء الحقن المجهري بنجاح في حالات فشل المبيض المبكر أو قصور المبيض. و ذلك من زاويتين:
في بعض الحالات المتقدمة تم اجراء الحقن المجهري بنجاح عن طريق التبرع بالبويضة. و هو أمر يمكن أن يكون محل جدال في مجتمعاتنا بسبب القيود الاجتماعية و الدينية.
و أيضا في بعض الحالات المكتشفة مبكرا و الغير متقدمة يمكن اجراء الحقن المجهري كعلاج ناجح لتأخر الانجاب مع وجود فشل أو قصور بالمبيض و ذلك بدون الحاجة الي التبرع بالبويضات.
و لا تخفي الصعوبة التقنية في اجراء الحقن المجهري لمثل هذه الحالات, الا أن الادارة الجيدة و المتابعة اللصيقة للحالة مع محاولة تعويض نقص الهرمونات الطبيعية بالأدوية يمكن أن تؤدي الي نتائج مبشرة في علاج تأخر الانجاب الناتج عن فشل المبيض المبكر أو قصور المبيض.

ليست هناك تعليقات:

تفضل باستفسارك