الخميس، 14 يونيو 2018

الأورام الليفية و الحقن المجهري

تخضع قضية تأثير الورم الليفي الرحمي علي الخصوبة لنقاش مستمر. و يوفر الحقن المجهري فرصة فريدة لدراسة تأثير الورم الليفي الرحمي على معدل نجاح زرع الأجنة. فعلى مدى العقدين الماضيين، نشرت العديد من الدراسات التي تربط بين الأورام الليفية والعقم. تشير هذه الدراسات إلى أن نتائج معدل نجاح زرع الأجنة و حدوث الحمل تكون منخفضة في النساء المصابين بالأورام الليفية بسبب تشوه تجويف الرحم. و في مثل هذه الحالات، ينبغي النظر في العلاج الجراحي للأورام الليفية قبل اجراء الحقن المجهري.

الأورام الليفية و الحقن المجهري
الأورام الليفية و الحقن المجهري

قرار للقيام باستئصال الورم الليفي الرحمي قبل الحقن المجهري ليس قرارا سهلا. و يكون دائما السؤال الذي يطرح علي الطبيب في مثل هذه الحالات: "هل تعتقد أنه ضروري؟". للإجابة على هذا السؤال يجب أن يتوافر دليل واضح المعالم أن هذه المرأة لن تحصل على الحمل بعد دورة الحقن المجهري إلا إذا قامت باستئصال الورم الليفي. أو ارتفاع احتمالات الاجهاض لديها بسبب الأورام الليفية. و ينبغي في مثل هذه الحالات وضع تصور و تقييم فردي للحالة مع الاخذ في الاعتبار الفروق الفردية بين الحالات من حيث العمر و عدد و حجم الاورام الليفية.
علينا أن نضع في الاعتبار أن هؤلاء المرضى ربما يشعرون باليأس. و يعتبرون الحقن المجهري بمثابة إنقاذ لبؤسهم لأنهم يعتقدون أنها "مرة واحدة وإلى الأبد" ستحقق حلمهم في إنجاب طفل. مما يجعل استئصال الورم الليفي قبل الحقن المجهري قد لا يكون محل ترحيب من هؤلاء المرضى، وبصرف النظر عن كونها "عملية جراحية"، لها بعض المخاطر والمخاوف، فهم يعتقدون علي الأقل بأنها تأخير لحلمهم.
لا أحد يستطيع أن يجادل أن الأورام شبه المخاطية التي تكون علي هيئة انتفاخات في تجويف الرحم لن تحتاج لاجراء جراحة قبل دورة الحقن المجهري. ولكن ماذا عن الأورام المتعددة بحجم أكبر من 4 سم؟
التهديد الحقيقي الذي يمثله الورم الليفي على نتائج دورات الحقن المجهري يكمن في واحدة من اثنين:
  • انقباض عضلة الرحم
  • و مدى تقبل بطانة الرحم لزراعة الجنين.
أما بالنسبة للأول، فإن الورم يسبب انقباض عضلة الرحم و يؤثر على مرحلة ما بعد زرع الأجنة مما يجعل حجم و عدد الأورام الليفية هي المسألة الحاسمة في هذه الحالة.
العامل الأخير، و هو مدى تقبل بطانة الرحم لزراعة الجنين قد يكون العنصر الأساسي هنا. نتفق جميعا على أن مدى تقبل الرحم هو ناتج من عوامل متعددة: الميكانيكية والكيميائية والأوعية الدموية، الخ... الورم الليفي قد يكون له تأثير مباشر أو غير مباشر على كل أو بعض هذه العوامل. و يعتمد هذا التأثير على حجم و عدد و مكان الأورام الليفية و هذه العوامل لا يمكن التنبؤ بها بواسطة الموجات فوق الصوتية وحدها. و هنا لابد من تقييم الحالة تقييما محكما و اجراء عدد من الاختبارات التي تساعد علي التقييم الجيد مع الاخذ في الاعتبار الفروق الفردية.
ففي بعض الحالات التي يوجد بها ورم ليفي واحد بحجم أقل من 4 سم و العمر اقل من 30 عام من الممكن أن يكون اجراء الحقن المجهري دون استئصال الورم الليفي يمثل اقتراحا ذو جدوى. و في حالة فشل محاولة الحقن المجهري الاولي أو لاقدر الله حدث الإجهاض، يكون من المجدى اجراء جراحة استئصال الورم الليفي قبل اجراء أي دورات اخري للحقن المجهري . ومع ذلك، وجود أورام ليفية أكبر من 4 سم و متعددة، وخاصة في الحالات الأصغر سنا قد يستحق اجراء جراحة استئصال الورم الليفي قبل اجراء أي دورات للحقن المجهري.

ليست هناك تعليقات:

تفضل باستفسارك