الخميس، 14 يونيو 2018

سرطان عنق الرحم و مشاكل الخصوبة

سرطان عنق الرحم هو حالة يمكن علاجها، وهناك فرصة جيدة للعلاج إذا تم اكتشافه و علاجه في مراحل مبكرة.
العديد من النساء تصاب بسرطان عنق الرحم خلال سن الإنجاب. و بالرغم من ان خيارات العلاج القياسية لسرطان عنق الرحم تتضمن استئصال الرحم جراحيا, الا أن هناك خيارات للحفاظ علي خصوبة النساء المصابات بسرطان عنق الرحم في مرحلة مبكرة.
سرطان عنق الرحم و مشاكل الخصوبة

خيارات علاج سرطان عنق الرحم المتعلقة بالخصوبة

مريضة سرطان عنق الرحم التى ترغب في الحفاظ على خصوبتها قد تشعر أن عليها أن تختار بين فعل ما يبدو أفضل بالنسبة لحياتها الخاصة وما قد يكون من الأفضل للحفاظ على الخصوبة.
خيارات الحفاظ على الخصوبة عادة ما تقتصر على حالات سرطان عنق الرحم الأولية أو مراحل IA1، IA2، أو IB1 . و هناك عوامل اخري مثل حجم الورم، و نوع خلايا الورم، و مدي انتشاره قد تؤثر أيضا على قدرة تلقي العلاج الذي يحافظ علي الخصوبة.
وتشمل الخيارات المتاحة لعلاج سرطان عنق الرحم في مرحلة مبكرة، استئصال الرحم، والعلاج الكيميائي أو الإشعاعي. و بالطبع فان فرص الحمل في المستقبل غير ممكنة بعد استئصال الرحم أو العلاج الإشعاعي. وتشمل العلاجات التي تسمح للمرأة أن تحمل في وقت لاحق ما يلي:
الاستئصال المخروطي (استئصال جزئي لعنق الرحم) Conization: و هو عبارة عن الاستئصال الجراحي للجزء مخروطي الشكل من عنق الرحم، بما في ذلك منطقة الورم السرطاني و يعتبر هذا العلاج خيارا مقبولا فقط فى المراحل الأولى من سرطان عنق الرحم (أي مرحلة IA1 وIA2).
و عادة ما يتم هذا الإجراء في غرفة العمليات بعد تلقى التخدير. حيث يتم إجراء الاستئصال المخروطي من خلال المهبل. و معظم الحالات يمكنها العودة إلى المنزل في نفس اليوم.
بعد الاستئصال مخروطي، ينصح بمتابعة الحالة لضمان عدم وجود أي أثر لسرطان عنق الرحم.
استئصال عنق الرحم الجذري Radical trachelectomy :(إزالة عنق الرحم والأنسجة المحيطة به، ولكن ليس الرحم)، جنبا إلى جنب مع إزالة العقد اللمفاوية في الحوض, حيث يتم استئصال عنق الرحم الجذري (الأنسجة الضامة القادمة إلى الرحم وعنق الرحم) مع إزالة العقد اللمفاوية في الحوض.
و يتم تنفيذ هذا الإجراء في غرفة العمليات بعد تلقى المرأة التخدير. ويمكن أن يتم استئصال عنق الرحم عن طريق المهبل، أو من خلال شق في البطن، أو بالمنظار والجراحة الروبوتية. ويمكن إزالة عنق الرحم والجزء العلوي من المهبل كليا أو جزئيا، وهذا يتوقف على حجم وعمق السرطان.
و قبل أن يبدأ استئصال عنق الرحم، يتم تنفيذ الاستئصال الجراحي للغدد الليمفاوية داخل الحوض للتأكد من أن السرطان لن ينتشر. قد تتم إزالة العقد من خلال شق في البطن (إذا تم إجراء شق في البطن لاستئصال عنق الرحم)، والذي يسمح للطبيب بالتعامل مع العقد مباشرة. أو يتم إزالة العقد بمساعدة منظار البطن إذا تم القيام باستئصال عنق الرحم عن طريق المهبل.
و ينصح بمتابعة الحالة لضمان عدم وجود أي أثر لسرطان عنق الرحم.
و قد يلزم اجراء عملية جراحية اضافية اذا تم العثور على خلايا غير طبيعية أو سرطانية على (حواف) المنطقة التي تم ازالتها جراحيا أثناء الاستئصال المخروطي أو استئصال عنق الرحم. في حالة الاستئصال المخروطي لعنق الرحم، قد تحتاج الحالة لاجراء استئصال مخروطي ثاني، أما في حالة استئصال عنق الرحم الجذري، قد تحتاج الحالة عادة لاستئصال الرحم الجذري.

الحمل بعد علاج سرطان عنق الرحم

ينصح معظم النساء بالانتظار ستة أشهر إلى 12 شهرا بعد الاستئصال المخروطي أو استئصال عنق الرحم قبل محاولة الحمل للسماح للأنسجة بالشفاء تماما. حتى إذا كانت المرأة تنتظر لمحاولة الحمل، هناك خطر حدوث مضاعفات الحمل أو العقم بعد علاج سرطان عنق الرحم.
العقم - هناك خطر متزايد من الصعوبة في أن تصبح المرأة حاملا إذا كان عنق الرحم أو الرحم أكثر تندب أو ضيق نتيجة للاستئصال المخروطي أو استئصال عنق الرحم الجذري. مما يساعد في منع الحيوانات المنوية من دخول الرحم. و يتم استخدام تقنيات التلقيح داخل الرحم (IUI) للتغلب علي مثل هذه الحالات، حيث يتم استخدام قسطرة صغيرة لتوصيل الحيوانات المنوية مباشرة إلى الرحم.
عدم كفاية عنق الرحم - قصور عنق الرحم يحدث عندما يفتح عنق الرحم في وقت سابق عن المعتاد خلال فترة الحمل. و هذا يمكن أن يؤدي إلى الإجهاض أو الولادة المبكرة. النساء اللائي تعرضن للاستئصال المخروطي لعنق الرحم أو استئصال عنق الرحم الجذري قد تكون في خطر متزايد من عدم كفاية عنق الرحم.
لهذه الأسباب، يتم متابعة النساء اللاتي يخضعن لعلاج سرطان عنق الرحم عن كثب خلال فترة الحمل.
خيارات الحمل بعد استئصال الرحم الجذري أو العلاج الإشعاعي - ليس من الممكن عادة أن تصبح المرأة حاملا بعد العلاج باستئصال الرحم الجذري أو العلاج الإشعاعي. غير أن التقدم في مجال التكنولوجيا المساعدة على الإنجاب قد يوفر وسيلة للمرأة أن يكون لها طفل بعد هذا النوع من العلاج.
في حالة توافر أجنة محفوظة بالتبريد من دورات حقن مجهري سابقة علي العلاج الاشعاعي أو الجراحي لسرطان عنق الرحم. يمكن استخدامها في اجراء الحقن المجهري بعد علاج سرطان عنق الرحم.

فك طلاسم الأجنة المعيبة

الأجنة المعيبة هي أجنة تصاب بعيوب أثناء مرحلة التخصيب بالمختبر خلال الحقن المجهري. فما سبب هذه الظاهرة؟
انجاب طفل هو حلم كبير لكل الأزواج الذين يعانون من العقم, و قد تحقق هذا الحلم و ولدت عشرات الآلاف من الأطفال عن طريق الحقن المجهري، وهي تقنية تستخدم عادة عندما لا تأخذ الطبيعة مجراها. ومع ذلك، في كثير من الاحيان تصاب الأجنة التي يتم الحصول عليها عندما يخصب الحيوان المنوي البويضة في أنبوب الاختبار, تصاب تلك الجنة ببعض العيوب و تسمى بـ "الأجنة المعيبة". 30-50٪ من الأجنة المنقولة في عمليات اللحقن المجهري تؤدي إلى الحمل، واختيار أفضل الأجنة وضمان أنها تتمتع بصحة جيدة في الأيام الأولى من الحمل يشكل تحديا كبيرا للأطباء والأزواج الذين يعانون من العقم.

فك طلاسم الأجنة المعيبة

ما الذي يسبب الأجنة المعيبة؟

في دراسة عن الأجنة المعيبة نشرت في دورية مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم، اكتشف الباحثون في جامعة مركز أبحاث مستشفى مونتريال (CRCHUM) عنصرا مهما في فهم كيفية حدوث هذه التشوهات في الجنين النامي أو المخصب.
و قد صرح الدكتور/ جريج فيتزهاريس، الباحث في CRCHUM وأستاذ في جامعة مونتريال "ما يقرب من نصف الأجنة المستخدمة في علاجات الخصوبة لديها بعض الخلايا التي تحتوي على عدد خاطئ من الكروموزومات. و تكون هذه الأجنة من نوعية رديئة، و غالبا ما تختار العديد من العيادات عدم نقلها إلى المرأة. من خلال دراسة الأجنة المعيبة في الفئران، وجدنا الآلية التي تتكون و تنقسم من خلالها الخلايا التالفة في الجنين النامي.
في الفئران، البويضات العادية تحتوي على 20 كروموسوم، بينما في البشر تحتوي على 23. وجود عدد غير طبيعي من الكروموسومات في الخلايا، والمعروف باسم عدم توازن الصبغيات، هي مشكلة معروفة في علم الأحياء الإنجابي. وعادة ما يرتبط عدم توازن الصبغيات مع العقم، و سبب وجود الخلايا المختلة صبغيا داخل الجنين كان غامض و لكن باستخدام احدث أجهزة المجهر، تم تمييز نويات بجوار النواة الرئيسية تشبه هياكل الأقمار الصناعية الصغيرة. و خلال رصد كيفية تقسيم هذه النويات التي تحتوي على الخلايا، لاحظنا أن المادة الوراثية من النويات ورثت من جانب واحد فقط من الخلايا الوليدة. وهذا يشير إلى أن النويات تسبب عدم توازن الصبغيات، والذي بدوره يسبب الأجنة المعيبة".
وقد تجلى ذلك في الأجنة المعيبة للفئران، ولكن من المرجح أن نفس الآلية موجودة في البشر. اختيار أفضل الأجنة هو مفتاح النجاح في عمليات الحقن المجهري. في عيادات الخصوبة، يتم إجراء فحص الجنين بعد ثلاثة أو خمسة أيام قبل أن يتم نقله إلى رحم المرأة. و للتحقق ما إذا كان الجنين معيب، يتم تنفيذ بعض الاختبارات في بعض الأحيان والتي يتم خلالها تحليل الخلايا الجنينية وراثيا. و هذه الطريقة معقدة ومكلفة، و بالتالي فان هذا الاكتشاف مهم لأنه إذا تبين من البحوث في المستقبل أن هذه الظاهرة هي نفسها في البشر، يمكن أن يوفر الكشف المبكر عن عدم توازن الصبغيات فرصة جيدة للتعرف علي الأجنة المعيبة.
قضية عزل الأجنة المعيبة مثيرة للجدل. ويعتقد بعض الأطباء أن الأجنة المعيبة لا ينبغي أن تستخدم. ويرى آخرون أن الأجنة المعيبة يمكن أن تنتج الأطفال الأصحاء، مما يشير إلى أن الأجنة يمكن إصلاح نفسها بنفسها بشكل طبيعي. و يقول البروفيسور فيتزهاريس: "نحن نريد أن نفهم كيفية مساعدة الأجنة على تطوير نفسها و في نهاية المطاف نريد تحسين فرص النجاح للأزواج الذين يعانون من العقم الذين يعتمدون على وسائل الإنجاب بمساعدة طبية ".

فشل المبيض المبكر و الحقن المجهري

فشل المبيض المبكر premature ovarian failure أو قصور المبيض هي حالة تصيب السيدات قبل سن اليأس و تحديدا قبل بلوغ سن 40 عام و فيها يفشل المبيض في افراز كمية مناسبة من هرمون الاستروجين مما يسبب عدم اطلاق البويضات الناضجة بانتظام أو نضوب البويضات و بالتالي تأخر الانجاب أو العقم.
و يختلف فشل المبيض المبكر عن حالة انقطاع الطمث أو سن اليأس المعتادة, الا انهما يتشابهان كثيرا في الأعراض. فمثلا انقطاع الدورة الشهرية هو عرض مشترك بين الحالتين و لكن يمكن أن يكون مؤقتا في حالة فشل المبيض المبكر و من الممكن أيضا حدوث الحمل في حالة فشل المبيض المبكر و هو ما يستحيل في حالة انقطاع الطمث أو سن اليأس.
و تعاني السيدات المصابات بفشل المبيض المبكر أو قصور المبيض من نفس أعراض انقطاع الطمث أو سن اليأس مثل: انقطاع الدورة الشهرية, و جفاف المهبل و التعرق الليلي و نوبات الاهتياج و عدم التركيز مع انخفاض الرغبة الجنسية.
فشل المبيض المبكر و الحقن المجهري


و تنشأ الاصابة بفشل المبيض المبكر أو قصور المبيض بسبب حدوث اختلالات أو عيوب تؤدي الي نضوب البويضات غير الناضجة, و ذلك بسبب وجود عيوب بالكروموسومات مثل متلازمة تيرنر و فيها يكون للمرأة كروموسوم واحد X بدلا من اثنين أو غيرها من الاختلالات الوراثية التي تؤدي الي استنزاف البويضات و نضوبها. كما أن التعرض للعلاج الكيميائي أو الاشعاعي يمكن أن يؤدي الي فشل المبيض المبكر بسبب تدمير انسجة المبيض. و أيضا يمكن لجهاز المناعة أن يهاجم انسجة المبيض مسببا تلفها بسبب الاصابة بعدوي فيروسية مما يؤدي الي فشل المبيض المبكر.
و كلها حالات تؤدي الي نفس النتيجة من تأخر الانجاب و العقم بخلاف غيرها من المضاعفات المرتبطة بقلة هرمون الاستروجين كهشاشة العظام و التوتر و الأرق.

هل يمكن اجراء الحقن المجهري مع حالات فشل المبيض المبكر أو قصور المبيض؟

السؤال الذي يطرح نفسه في مثل هذه الحالات هو: هل يمكن اجراء الحقن المجهري كعلاج للعقم الناتج عن فشل المبيض المبكر أو قصور المبيض؟
و هو سؤال تم طرحه علي كثير من المراكز البحثية والجامعات و مراكز الخصوبة في جميع أنحاء العالم, و كانت النتائج مبهرة الي حد ما: نعم يمكن ان يتم اجراء الحقن المجهري بنجاح في حالات فشل المبيض المبكر أو قصور المبيض. و ذلك من زاويتين:
في بعض الحالات المتقدمة تم اجراء الحقن المجهري بنجاح عن طريق التبرع بالبويضة. و هو أمر يمكن أن يكون محل جدال في مجتمعاتنا بسبب القيود الاجتماعية و الدينية.
و أيضا في بعض الحالات المكتشفة مبكرا و الغير متقدمة يمكن اجراء الحقن المجهري كعلاج ناجح لتأخر الانجاب مع وجود فشل أو قصور بالمبيض و ذلك بدون الحاجة الي التبرع بالبويضات.
و لا تخفي الصعوبة التقنية في اجراء الحقن المجهري لمثل هذه الحالات, الا أن الادارة الجيدة و المتابعة اللصيقة للحالة مع محاولة تعويض نقص الهرمونات الطبيعية بالأدوية يمكن أن تؤدي الي نتائج مبشرة في علاج تأخر الانجاب الناتج عن فشل المبيض المبكر أو قصور المبيض.

القلق والاكتئاب قد يقللان من فرص نجاح الحقن المجهري

توصلت احدي الدراسات العلمية الحديثة الي أن القلق والاكتئاب قد يقللان من فرص نجاح الحقن المجهري. و قد ناقشنا في مقال سابق بعنوان الصحة النفسية و الخصوبة مدي تأثير الحالة النفسية علي خصوبة المرأة و كذلك التأثيرات النفسية الناتجة عن حالة العقم و خلال علاج تأخر الانجاب.
الا أن الدراسة التي نشرت نتائجها على الانترنت مؤخرا في دورية الخصوبة والعقم و التي نسلط الضوء علي نتائجها اليوم قد توصلت الي نتائج جديرة بالاعتبار مفادها أن التأثيرات النفسية التي تصيب المرأة و الزوجان بشكل عام قبل أو اثناء علاج العقم و تأخر الانجاب قد تقلل من فرص نجاح الحقن المجهري.

القلق والاكتئاب قد يقللان من فرص نجاح الحقن المجهري

القلق والاكتئاب قد يقللان من فرص نجاح الحقن المجهري: تفاصيل الدراسة

و قد شمل البحث دراسة أكثر من 23000 حالة حقن مجهري اجريت في السويد منذ عام 2007 و وجدت الدراسة أن أكثر من 4 بالمئة من النساء قد تم تشخيص اصابتهن بالقلق أو الاكتئاب خلال العامين السابقين علي اجرائهن الحقن المجهري أو تم اعطائهن مضادات الاكتئاب خلال الستة أشهر السابقة علي علاجهن من تأخر الانجاب.
و قد صرحت الدكتورة كارولين سيستا الباحثة في قسم معهد علم الاوبئة الطبية والإحصاء الحيوي و المؤلفة الأولي بالدراسة, انهم وجدو خلال الدراسة أن النساء الخاضعات لعمليات الحقن المجهري و هن مصابات بالقلق أو الاكتئاب أو كن تناولن مضادات الاكتئاب مؤخرا كانت معدلات الولادة الناجحة و نجاح الحمل لديهن أقل من غيرهن من النساء اللاتي خضعن للحقن المجهري بدون اصابتهن بالقلق أو الاكتئاب أو تناولهن مضادات الاكتئاب خلال الفترة السابقة علي خضوعهن للحقن المجهري.
و أضافت لدكتورة سيستا:"الأهم أننا وجدنا أن النساء المصابات بالاكتئاب أو القلق و لم يتلقين أي علاج لهذه الحالة قبل اجراء الحقن المجهري كان لديهن المعدلات الأقل علي الاطلاق من نجاح الحمل و الولادات الحية بين نساء العينة."
ووفقا لمحقق الدراسة الرئيسي، البروفيسيورة اناستازيا نيمان, الأستاذ المساعد في قسم علم الأوبئة الطبية والإحصاء الحيوي: "أن نتائج هذه الدراسة اذا أخذت معا، فانها تشير إلى أن الاصابة بالاكتئاب أو القلق قد يكون العامل الأساسي الذي أدى إلى انخفاض معدلات نجاح الحمل والمواليد الحية بين هؤلاء النساء. الا أن الدراسة لا تثبت العلاقة بين السبب والنتيجة لأنها لم تكن دراسة عشوائية، فمن المحتمل أن تكون النتائج نظرا لنمط الحياة و / أو عوامل وراثية مرتبطة بالاكتئاب والقلق".

العمر وخصوبة المرأة والحمل بعد سن ال 35

الحمل في وقت متأخر من الحياة، بعد سن ال 35، أصبح شائعا على نحو متزايد. حيث تتأخر النساء في الإنجاب بسبب مجموعة متنوعة من الأسباب الشخصية والمهنية. و السؤال الذي يطرح نفسه في مثل هذه الحالات، ما هو التأثير المتوقع علي خصوبة المرأة بسبب تقدم العمر و في حالة تأخير الحمل؟
تبدأ الخصوبة في الانخفاض مع تقدم عمر المرأة بين 32 و 37، و يصبح الانخفاض أسرع وتيرة بعد ال 37. وهنا تواجه المرأة أكثر من تحدى للحصول علي حمل صحي حتي من خلال الحقن المجهري و ولادة سليمة.
من المعروف أن المرأة تولد بكمية محددة من البويضات. و مع تقدم العمر تبدأ جودة و كمية البويضات في الانخفاض، ولا سيما خلال العقد الثالث من العمر.
بالإضافة إلى ذلك، حالات التهاب بطانة الرحم أو الأورام الليفية التي قد يكون لها تأثير سلبي على القدرة على الحمل تصبح أكثر شيوعا مع تقدم العمر.
وهناك أيضا عدد من المخاطر التي تحدث مع الحمل التي يمكن أن تؤثر على صحة كل من الأم والطفل. في هذه المقالة، سوف ندرس هذه المخاطر، وكذلك النظر في عدد من النصائح لإنجاب طفل بصحة جيدة في وقت متأخر من الحياة.

العمر وخصوبة المرأة والحمل بعد سن ال 35

مخاطر الحمل بعد سن ال 35

حدوث الحمل بعد سن 35 يزيد من خطر حدوث مضاعفات الحمل للأم والطفل. فضلا عن أن النساء بعد سن ال 35، تزداد فرص اصابتهن بمرض ارتفاع ضغط الدم و مرض السكري (بما في ذلك مرض السكري الحملي) سواء قبل أو خلال الحمل. هذه الظروف يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على الحمل.
وجود ارتفاع في ضغط الدم خلال فترة الحمل يزيد من خطر التعرض لمشاكل في المشيمة وتشوهات النمو الجنيني.
سكري الحمل (السكري أثناء الحمل) يمكن أن يزيد من خطر العيوب الخلقية وارتفاع ضغط الدم والإجهاض. كما أنه يزيد من فرص إنجاب طفل أكبر من المتوسط، والذي يمكن أن يسبب مشاكل إضافية عند الولادة وكذلك يمكن أن تؤثر على صحة الطفل، وارتفاع ضغط الدم ومرض السكري يمكن أن يكون لهما آثار طويلة الأجل على صحة الأم، بما في ذلك زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
كما أن النساء الأكبر سنا أيضا يكن عرضة لمخاطر أعلى لإنجاب طفل به عيوب خلقية مرتبطة بشذوذ الكروموسومات، مثل متلازمة داون.
فهن يتعرضن لزيادة خطر المضاعفات التالية أثناء الحمل:
  • الحمل المتعدد
  • الولادة المبكرة
  • انخفاض وزن الطفل عند الولادة
  • تتطلب العملية القيصرية للولادة
  • الاجهاض
كما أن الأطفال الذين يولدون قبل الأوان أو مع انخفاض الوزن عند الولادة معرضون لخطر متزايد من كلا المشاكل الصحية القصيرة والطويلة الأجل، بما في ذلك متلازمة الضائقة التنفسية والعدوى و تأخر النمو.

نصائح لإنجاب طفل بصحة جيدة بعد سن ال 35

هناك عدد من الخطوات التي يمكن اتخاذها من قبل النساء الراغبات في الحمل بعد سن 35 لزيادة فرص إنجاب طفل بصحة جيدة.
وتشمل هذه الخطوات اتباع نظام غذائي وممارسة الرياضة وفقدان الوزن. في حين أنه من المهم لجميع النساء تناول الطعام بشكل صحى، والحفاظ علي النشاط والحصول على الوزن المناسب خلال فترة الحمل، يكون ذلك بالغ الأهمية بصفة خاصة للنساء الراغبات في الحمل بعد سن ال 35.
قبل الحمل، يتم تشجيع النساء للبدء في اخذ 400 ميكروغرام من حمض الفوليك يوميا وطوال فترة الحمل. حمض الفوليك يساعد على منع عيوب الأنبوب العصبي في الأطفال.
يجب على النساء أيضا التوقف عن التدخين وشرب الكحول وعن تعاطي المخدرات غير المشروعة. كذلك تجنب التعرض البيئي للمواد السامة مهم لصحة كل من الأم والطفل أيضا. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي دائما أن تناقش الأدوية والمكملات الغذائية التي يتم تناولها مع مقدم الرعاية الصحية قبل الاستعمال.
كما هو الحال مع جميع النساء الحوامل، قد يكون من المستحسن الخضوع لفحص جيني لتحديد امكانية حدوث تشوهات خلقية. هذا مهم بشكل خاص نظرا لزيادة خطر اضطرابات معينة للأطفال الذين يولدون لأمهات كبار السن.

تقنية جديدة تساعد علي نجاح الحقن المجهري

اكتشف العلماء مؤخرا تقنية جديدة تستخدم في مرحلة ما قبل زرع الأجنة بالحقن المجهري لتحديد الأجنة التي من المرجح أن يؤدي زرعها إلى نجاح الحقن المجهري و بالتالي الحمل. و قد تم اختبار تلك التقنية بنجاح علي الفئران و يعتقد العلماء أنه من الممكن أن تستخدم في البشر. حيث استخدم العلماء خلال هذا الاكتشاف تقنية التصوير المتقدم لتتبع الحركات الايقاعية داخل البويضة التي تحدث خلال التحفيز على الإخصاب. و عمل العلماء في كارديف مع الفريق في جامعة أكسفورد لتحليل المحتويات الداخلية للبويضة البشرية أو السيتوبلازم لمراقبة الأنماط الإيقاعية المتميزة.
هذا الاكتشاف الذي نشرت نتائجه في دورية الخصوبة والعقم الدولية و بتمويل من ويلكوم ترست، يساعد علي زيادة معدلات نجاح الحقن المجهري و الحد من عدد الولادات المتعددة.
و صرح البروفيسور كارل سوان ، الذي قاد فريق البحث: "أن تقنيات الحقن المجهري الحالية تتضمن تخصيب البيض في المختبر ثم اختيار تلك الأجنة الأصلح للزرع في رحم الأم، وذلك باستخدام معايير الاختيار مثل عدد وظهور الخلايا التي تنتج أثناء عملية الانقسام، ومع ذلك، فإن زرع البيض المحدد باستخدام الأساليب الحالية يتطلب عدة أيام ولا ينجح دائما."
"نحن نعرف بالفعل من البحوث السابقة في الفئران أن دخول الحيوانات المنوية إلى البويضة يطلق "حركة ايقاعية" في سيتوبلازم البويضة، والتي قد تساعد على التنبؤ بتطور ناجح للجنين. و اعتمادا علي هذا الأسلوب أصبحنا الآن قادرين على أن نكتشف نفس النوع من الحركات الإيقاعية التي تحدث في البويضات البشرية ".

تقنية جديدة تساعد علي نجاح الحقن المجهري

تقنية تساعد علي اختيار أفضل الأجنة لعمليات الحقن المجهري

لاجراء هذه الدراسة تم التبرع بالبويضات التي فشلت في التخصيب من المرضى الذين يراجعون عيادة أطفال الأنابيب في ويلز، وحدة الخصوبة في مستشفى جامعة ويلز في كارديف. من خلال إجراءات متوافقة مع معايير HFEA، و تم حقن البويضات بحيوانات منوية تحتوي علي بروتين تفعيل البيض ( 'PLC-زيتا') ومن ثم تصويرها على مدى عدة ساعات.
و من ثم كان العلماء قادرين على عرض حركات داخلية متميزة أو تشنجات وهي المرة الأولى التي تم الكشف عنها في البويضات البشرية. هذه الحركات ترتبط بشكل رائع و توقيت دقيق مع التغيرات البيوكيميائية التي تحدث خلال الإخصاب. ويأمل العلماء أن هذه المعلومات يمكن أن تساعد على توفير مؤشرا مبكرا وفعال لجدوى نجاح الحمل في الحقن المجهري البشري.
وأضاف أستاذ سوان: "وقد اقترح التحليل السابق أن استخدام هذه التقنية قد يوفر مؤشرا مبكرا و فعال لنجاح الحمل بعد الحقن المجهري وقد اكتشفنا الآن أن هذا الأسلوب لديه القدرة على أن يطبق على البويضات البشرية. هناك لا يزال الكثير من إجراءات البحوث الإضافية لتأكيد ما إذا كانت هذه الحركات ترتبط مباشرة و إيجابيا مع الحمل, ولكن هذه التقنية تبشر بالقدرة علي اختيار أفضل الأجنة لعمليات الحقن المجهري مما يساعد في خفض حالات الحمل المتعددة التي غالبا ما تحدث أثناء الحقن المجهري نتيجة لنقل عدة أجنة في وقت واحد ".

الأورام الليفية و الحقن المجهري

تخضع قضية تأثير الورم الليفي الرحمي علي الخصوبة لنقاش مستمر. و يوفر الحقن المجهري فرصة فريدة لدراسة تأثير الورم الليفي الرحمي على معدل نجاح زرع الأجنة. فعلى مدى العقدين الماضيين، نشرت العديد من الدراسات التي تربط بين الأورام الليفية والعقم. تشير هذه الدراسات إلى أن نتائج معدل نجاح زرع الأجنة و حدوث الحمل تكون منخفضة في النساء المصابين بالأورام الليفية بسبب تشوه تجويف الرحم. و في مثل هذه الحالات، ينبغي النظر في العلاج الجراحي للأورام الليفية قبل اجراء الحقن المجهري.
الأورام الليفية و الحقن المجهري
الأورام الليفية و الحقن المجهري

قرار للقيام باستئصال الورم الليفي الرحمي قبل الحقن المجهري ليس قرارا سهلا. و يكون دائما السؤال الذي يطرح علي الطبيب في مثل هذه الحالات: "هل تعتقد أنه ضروري؟". للإجابة على هذا السؤال يجب أن يتوافر دليل واضح المعالم أن هذه المرأة لن تحصل على الحمل بعد دورة الحقن المجهري إلا إذا قامت باستئصال الورم الليفي. أو ارتفاع احتمالات الاجهاض لديها بسبب الأورام الليفية. و ينبغي في مثل هذه الحالات وضع تصور و تقييم فردي للحالة مع الاخذ في الاعتبار الفروق الفردية بين الحالات من حيث العمر و عدد و حجم الاورام الليفية.
علينا أن نضع في الاعتبار أن هؤلاء المرضى ربما يشعرون باليأس. و يعتبرون الحقن المجهري بمثابة إنقاذ لبؤسهم لأنهم يعتقدون أنها "مرة واحدة وإلى الأبد" ستحقق حلمهم في إنجاب طفل. مما يجعل استئصال الورم الليفي قبل الحقن المجهري قد لا يكون محل ترحيب من هؤلاء المرضى، وبصرف النظر عن كونها "عملية جراحية"، لها بعض المخاطر والمخاوف، فهم يعتقدون علي الأقل بأنها تأخير لحلمهم.
لا أحد يستطيع أن يجادل أن الأورام شبه المخاطية التي تكون علي هيئة انتفاخات في تجويف الرحم لن تحتاج لاجراء جراحة قبل دورة الحقن المجهري. ولكن ماذا عن الأورام المتعددة بحجم أكبر من 4 سم؟
التهديد الحقيقي الذي يمثله الورم الليفي على نتائج دورات الحقن المجهري يكمن في واحدة من اثنين:
  • انقباض عضلة الرحم
  • و مدى تقبل بطانة الرحم لزراعة الجنين.
أما بالنسبة للأول، فإن الورم يسبب انقباض عضلة الرحم و يؤثر على مرحلة ما بعد زرع الأجنة مما يجعل حجم و عدد الأورام الليفية هي المسألة الحاسمة في هذه الحالة.
العامل الأخير، و هو مدى تقبل بطانة الرحم لزراعة الجنين قد يكون العنصر الأساسي هنا. نتفق جميعا على أن مدى تقبل الرحم هو ناتج من عوامل متعددة: الميكانيكية والكيميائية والأوعية الدموية، الخ... الورم الليفي قد يكون له تأثير مباشر أو غير مباشر على كل أو بعض هذه العوامل. و يعتمد هذا التأثير على حجم و عدد و مكان الأورام الليفية و هذه العوامل لا يمكن التنبؤ بها بواسطة الموجات فوق الصوتية وحدها. و هنا لابد من تقييم الحالة تقييما محكما و اجراء عدد من الاختبارات التي تساعد علي التقييم الجيد مع الاخذ في الاعتبار الفروق الفردية.
ففي بعض الحالات التي يوجد بها ورم ليفي واحد بحجم أقل من 4 سم و العمر اقل من 30 عام من الممكن أن يكون اجراء الحقن المجهري دون استئصال الورم الليفي يمثل اقتراحا ذو جدوى. و في حالة فشل محاولة الحقن المجهري الاولي أو لاقدر الله حدث الإجهاض، يكون من المجدى اجراء جراحة استئصال الورم الليفي قبل اجراء أي دورات اخري للحقن المجهري . ومع ذلك، وجود أورام ليفية أكبر من 4 سم و متعددة، وخاصة في الحالات الأصغر سنا قد يستحق اجراء جراحة استئصال الورم الليفي قبل اجراء أي دورات للحقن المجهري.