و يختلف فشل المبيض المبكر عن حالة انقطاع الطمث أو سن اليأس المعتادة, الا انهما يتشابهان كثيرا في الأعراض. فمثلا انقطاع الدورة الشهرية هو عرض مشترك بين الحالتين و لكن يمكن أن يكون مؤقتا في حالة فشل المبيض المبكر و من الممكن أيضا حدوث الحمل في حالة فشل المبيض المبكر و هو ما يستحيل في حالة انقطاع الطمث أو سن اليأس.
و تعاني السيدات المصابات بفشل المبيض المبكر أو قصور المبيض من نفس أعراض انقطاع الطمث أو سن اليأس مثل: انقطاع الدورة الشهرية, و جفاف المهبل و التعرق الليلي و نوبات الاهتياج و عدم التركيز مع انخفاض الرغبة الجنسية.
و تنشأ الاصابة بفشل المبيض المبكر أو قصور المبيض بسبب حدوث اختلالات أو عيوب تؤدي الي نضوب البويضات غير الناضجة, و ذلك بسبب وجود عيوب بالكروموسومات مثل متلازمة تيرنر و فيها يكون للمرأة كروموسوم واحد X بدلا من اثنين أو غيرها من الاختلالات الوراثية التي تؤدي الي استنزاف البويضات و نضوبها. كما أن التعرض للعلاج الكيميائي أو الاشعاعي يمكن أن يؤدي الي فشل المبيض المبكر بسبب تدمير انسجة المبيض. و أيضا يمكن لجهاز المناعة أن يهاجم انسجة المبيض مسببا تلفها بسبب الاصابة بعدوي فيروسية مما يؤدي الي فشل المبيض المبكر.
و كلها حالات تؤدي الي نفس النتيجة من تأخر الانجاب و العقم بخلاف غيرها من المضاعفات المرتبطة بقلة هرمون الاستروجين كهشاشة العظام و التوتر و الأرق.
هل يمكن اجراء الحقن المجهري مع حالات فشل المبيض المبكر أو قصور المبيض؟
السؤال الذي يطرح نفسه في مثل هذه الحالات هو: هل يمكن اجراء الحقن المجهري كعلاج للعقم الناتج عن فشل المبيض المبكر أو قصور المبيض؟و هو سؤال تم طرحه علي كثير من المراكز البحثية والجامعات و مراكز الخصوبة في جميع أنحاء العالم, و كانت النتائج مبهرة الي حد ما: نعم يمكن ان يتم اجراء الحقن المجهري بنجاح في حالات فشل المبيض المبكر أو قصور المبيض. و ذلك من زاويتين:
في بعض الحالات المتقدمة تم اجراء الحقن المجهري بنجاح عن طريق التبرع بالبويضة. و هو أمر يمكن أن يكون محل جدال في مجتمعاتنا بسبب القيود الاجتماعية و الدينية.
و أيضا في بعض الحالات المكتشفة مبكرا و الغير متقدمة يمكن اجراء الحقن المجهري كعلاج ناجح لتأخر الانجاب مع وجود فشل أو قصور بالمبيض و ذلك بدون الحاجة الي التبرع بالبويضات.
و لا تخفي الصعوبة التقنية في اجراء الحقن المجهري لمثل هذه الحالات, الا أن الادارة الجيدة و المتابعة اللصيقة للحالة مع محاولة تعويض نقص الهرمونات الطبيعية بالأدوية يمكن أن تؤدي الي نتائج مبشرة في علاج تأخر الانجاب الناتج عن فشل المبيض المبكر أو قصور المبيض.